رجل اسمه امستان ابن غلاب التارقي ، اصله من التوارق وجاء جده ماشيا
للحجيج ، ولما رجع قعد في جالو وتجوز في جالو ويدعي بانه طبيب وخلف كتب
مكتوبة بقلم التارقي ولا يعرف يقراهم الا ابن ابنه الذي اسمه امستان ، واما
امستان رجل طبيب جيد وهو له معرفة في الطب شيء عجيب ، وما يداوي إلا
بالاشجار من الصحراء ، وهو يجي حتى الى وطن فزان ويمشي ويداوي في العرب
نواحي بني غازي وبرقه ويرفعوه الناس من
مكان الى مكان ، ومن جملة ذلك يداوي حتى في شرك مصرانه ، يخيطه ، وهو يخيط
المصران بالنمل ، يحكموا النمل الفارسي الذي محزم من وسطه وهو نمل احمر له
اسنان طوال يعض اكثر من جميع النمل ، فيحكموا النمل ويحكموا جميع النمل
مثل ما ذكرنا ويحكمو شرك المصران جميعا وياخذوا النمل ويجعله على الشرك
فيعض النمل ، فلما يعض يفصلوا راسه بالمقص ، فيقعد حاكم ، ثم ياخدوا اخرى
ويجعلها على الجرح ويقصوا راسها حتى يغلق الجرح بروؤس النمل ، ثم يرش
عليهمم شيء من دقيق الخياط وهي شجرة يقال لها الخياط تنبت في الصحراء في
الموضع الذي فيه الحجر وهي مثل شجرة الشيح ولها اوراق يميل الى البيوض
فيسحقها سحقا ناعما ويدروا بها على الجرح فهي تلم الجرح الى بعضه وتيبسه
عاجلا
فرغ من كتابته عام .1852
فرغ من كتابته عام .1852